آلاف المهاجرين الأفغان المطرودين من باكستان يتدفقون نحو الحدود

آلاف المهاجرين الأفغان المطرودين من باكستان يتدفقون نحو الحدود
ترحيل المهاجرين الأفغان من باكستان - أرشيف

بدأت موجات كبيرة من المهاجرين الأفغان المرحّلين من الأراضي الباكستانية بالتوافد على معابر الحدود في أفغانستان، وتحديدًا عبر معبر تورخام في إقليم ننكرهار ومعبر سبين بولداك في إقليم قندهار، وسط أوضاع إنسانية صعبة. 

وقالت السلطات الأفغانية، السبت، إنه خلال الأيام الأربعة الماضية تم تسجيل عبور قرابة 700 عائلة أفغانية، تضم كل واحدة منها ما يصل إلى عشرة أفراد، بعدما أجبروا على ترك منازلهم في باكستان، وفي يوم السبت فقط، تم طرد أكثر من 250 عائلة دفعة واحدة، بحسب ما نقلته شبكة "تولو نيوز" الأفغانية.

وأكدت السلطات المحلية في ولاية ننكرهار استعدادها لتقديم الحد الأدنى من الخدمات اللازمة للعائدين، رغم ضعف الإمكانات وضغط الأعداد. 

وقال نائب حاكم الولاية، المسؤول المحلي عزيز الله مصطفى، إن "من بين هؤلاء المرحّلين رجال تركوا وراءهم عائلاتهم وأموالهم وأعمالهم في باكستان، كما أن نساء كثيرات عدن بمفردهن في حين بقي أزواجهن في الجانب الآخر، مما زاد من تعقيد وضعهن على الحدود".

خيبة أمل ووعود مكسورة

أعرب عدد من المهاجرين المرحّلين عن استيائهم من الطريقة المفاجئة التي نُفذت بها قرارات الترحيل من باكستان

وأوضح بعضهم أن السلطات الباكستانية وعدت بإعطائهم مهلة حتى العاشر من أبريل لترتيب أوضاعهم، غير أن هذه المهلة لم تُحترم، وتمت مداهمة منازلهم وتوقيف النساء والرجال وحتى الأطفال دون تمييز. 

وروى المرحّل محمد يوسف، الذي عاش في العاصمة إسلام آباد طوال 32 عامًا، أنه طُرد رغم امتلاكه عائلة مستقرة هناك، مضيفًا أن والده لا يزال معتقلًا بعد مداهمة منزله قبل الترحيل.

بدأت باكستان في نوفمبر 2023 تنفيذ حملة شاملة لترحيل المهاجرين الأفغان غير الشرعيين، حيث تم طرد أكثر من 900 ألف شخص حتى الآن. 

وتقول الحكومة الباكستانية، إن هذه الخطوة تأتي في إطار "تنظيم الوضع القانوني" للمقيمين الأجانب، لكنها أثارت انتقادات حقوقية واسعة.

إدانات حقوقية 

اتهمت منظمات حقوقية باكستان بانتهاك التزاماتها الدولية بعدم إعادة الأفراد إلى بلدان قد يتعرضون فيها للاضطهاد. 

وتجاهلت إسلام آباد نداءات وجهتها الأمم المتحدة ومؤسسات إنسانية دولية بضرورة استثناء الفئات المهددة من قرار الترحيل، وعلى رأسهم النساء، والنشطاء، والصحفيون، وأولئك الذين عملوا سابقًا مع القوات الدولية أو المنظمات غير الحكومية.

وكشف مسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية، يُدعى ذو الكفل حسين، أن الشرطة أطلقت حملات اعتقال شملت آلاف الأفغان، واحتُجزوا في معسكرات مؤقتة قبل نقلهم إلى نقاط الترحيل على الحدود.

ووقعت معظم الاعتقالات في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد، في حين جرى نقل بعض العائلات من إسلام آباد ومدينة روالبندي إلى المخيمات تمهيدًا لطردهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية